اليمن: رايتس رادار: تسببت الحرب بمقتل (1021) مدنياً بينهم (227) طفلا و(103) امرأة من الرعاة والمزارعين في 20 محافظة
تقرير
أمستردام - 10 أيلول سبتمبر 2024
تطالب منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان ومقرها أمستردام/هولندا أطراف الصراع في اليمن ببذل أقصى الجهود لتجنيب المدنيين من مختلف الفئات كافة الانتهاكات خصوصاً تلك التي تستهدف حياتهم واستقرارهم ومن بينهم فئة الرعاة والمزارعين.
واستناداً لما يمثله الريف والبيئة الزراعية في حياة اليمنيين، حيث تمثل مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في اليمن (1539006) هكتاراً، تبلغ المساحة المزروعة منها حوالي (1241387) هكتاراً، فيما تشكل المراعي ما نسبته 40% من إجمالي المساحة، تستوعب نحو 54% من إجمالي القوى العاملة، جاءت الحاجة لإصدار مثل هذا التقرير.
في التقرير الذي يغطي الفترة (أبريل/نيسان 2015 إلى سبتمبر/أيلول 2024) تمكن فريق راصدي (رايتس رادار) من توثيق وقائع استهداف الأراضي الزراعية والمراعي من قبل أطراف النزاع في (٢٠) محافظة يمنية.
وبحسب ما تم رصده وتوثيقه فقد أسفرت تلك الانتهاكات والاستهدافات عن مقتل وإصابة 2099 مدنيا قضوا أثناء رعيهم للمواشي أو تواجدهم داخل مزارعهم أو في الطرق والممرات المؤدية منها أو إليها، بينهم (592) طفلاً و(199) امرأة و(205) مسناٍ و(1153) رجلاً بالغاً تتراوح أعمارهم بين (18- 50 عاما).
الأرقام والإحصاءات التي وثقها فريق راصدي رايتس رادار تفيد بأن وقائع الاستهداف التي طالت المراعي والمزارع تنوعت بين القصف الصاروخي والمدفعي والقنص وإطلاق الرصاص وحوادث انفجار ألغام وعبوات ناسفة، نجم عنها سقوط (1021) قتيلا مدنيا بينهم (227) طفلا و(103) امرأة و(93) مسنا، إضافة لإصابة (1087) آخرين بينهم (315) طفلا و(96) امرأة و(112) مسنًا.
تشير الإحصاءات المرصودة والموثقة إلى تصدر جماعة الحوثي المسلحة قائمة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات بحق الرعاة والمراعي والمزارعين وذويهم وممتلكاتهم، حيث تسببت في مقتل (709) مدنيا بينهم (144) طفلا و(67) امرأة و(61) مسنا وإصابة (802) آخرين بينهم (233) طفلا و(70) امرأة و(75) مسنا.
تبين تفاصيل الرصد أن الألغام والعبوات الناسفة والمقذوفات غير المتفجرة التي زرعتها وخلفتها جماعة الحوثي على نطاق واسع من المراعي ومزارع المواطنين والطرق والممرات المؤدية إليها تسببت وحدها بمقتل (339) مدنيا بينهم (99) طفلا و(43) امرأة و(22) مسنا وإصابة (494) آخرين بينهم (177) طفلا و(49) امرأة و(39) مسنا من رعاة الأغنام والمواشي، وملاك الأراضي الزراعية المستهدفة وذويهم والعاملين فيها بالأجر اليومي.
فيما أودت أعمال القصف الصاروخي والمدفعي التي نفذتها الجماعة بحياة (114) مدنيا بينهم (16) طفلا و(11) امرأة و(10) مسنين، بالإضافة إلى إصابة (126) آخرين بينهم (31) طفلا و(11) امرأة و(13) مسنا نتيجة القصف أثناء مزاولتهم نشاطهم اليومي داخل الأراضي والحقول الزراعية.
وأسفرت عمليات القنص الحوثية عن سقوط (142) قتيلا بينهم (17) طفلا و(12) امرأة و(24) مسناً وإصابة (121) آخرين بينهم (18) طفلا و(10) امرأة و(20) مسنا جميعهم من رعاة المواشي والمزارعين.
التحالف العربي ممثلاً بطيرانه الحربي حل ثانياً في قائمة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات بحق الرعاة والمراعي والمزارعين وذويهم وممتلكاتهم، بغارات جوية مباشرة أسفرت عن مقتل (222) مدنيا بينهم (70) طفلا و(30) امرأة و(24) مسنا وإصابة عدد (201) آخرين بينهم (66) طفلا و(23) امرأة و(32) مسنا موزعين على (12) محافظة يمنية هي (الحديدة، صعدة، حجة، عمران، الجوف، تعز، المحويت، صنعاء، ذمار، شبوة، الضالع، البيضاء).
وأثناء الرصد ثم البحث وتقصي الحقائق ثبت لفريق رايتس رادار أن ثمة ما يمكن اعتباره (مسؤولية مشتركة) تجاه قسمٍ من الضحايا، بين التحالف العربي من جهة وجماعة الحوثي من جهة أخرى وذلك من خلال استخدام الحوثيين للضحايا ومزارعهم دروعاً بشرية عن سبق إصرار وقصد وذلك بتخزين الأسلحة أو التمركز فيها أو الهروب إليها واستخدامها منصات لإطلاق صواريخ باليستية، خصوصاً في محافظات (الحديدة، تعز، صعدة، حجة) ما يستدعي قصفها دون مراعاة للكلفة الإنسانية.
وقد أسفر ذلك عن مقتل (50) مدنيا بينهم (12) طفلا و(6) امرأة و(2) مسنا وإصابة عدد (28) آخرين بينهم (7) طفلا و(1) امرأة و(3) مسنين.
الحكومة الشرعية حلت في المرتبة الثالثة في قائمة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات بحق الرعاة والمراعي والمزارعين وذويهم وممتلكاتهم، بمسؤوليتها عن استهداف أراضٍ زراعية ومراعٍ للمواشي في (3) محافظات نجم عنها إصابة (13) مدنيا بينهم طفلٌ ومسن.
ثم في المرتبة الرابعة جاءت التشكيلات الخارجة عن إطار الشرعية باستهدافها لمزارع ومراعٍ سقط خلالها (7) قتيلا مدنيا بينهم (1) طفلا و(1) مسنا وإصابة عدد (22) آخرين بينهم (7) طفلا و(2) امرأة.
الحكومة الأمريكية حلت خامساً باستهدافها بطائرات الدرونز أراض زراعية وأماكن رعي أثناء حربها ضد من تسميهم عناصر تنظيمي "القاعدة" و"داعش" في جزيرة العرب، وقد أسفرت هجماتها في محافظات (البيضاء، مأرب، حضرموت، شبوة) عن مقتل (14) مدنيا من المزارعين ورعاة مواشي بينهم (5) مسنين وإصابة عدد (4) آخرين بينهم (1) طفلا و(1) مسن.
أخيراً وفي المرتبة السادسة حلت الجماعات المتطرفة (تنظيم القاعدة) بالمسؤولية عن بمقتل عدد (19) وإصابة (8) آخرين من رعاة المواشي والمزارعين، جميعهم رجال بالغين تتراوح أعمارهم بين (18- 50 سنة) أصيبوا بتفجير ألغام وعبوات ناسفة زرعها مقاتلو التنظيم في محافظات (أبين، البيضاء، حضرموت).
من حيث أدوات ووسائل القتل والاعتداء التي استهدفت الضحايا من المزارعين والرعاة فقد احتلت الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المتفجرة المرتبة الأولى، وقد تم توثيق عدد (840) قتيلا وجريحا من المدنيين جراء ذلك منهم (346) قتيلا و(494) جريحا في عدد (18) محافظة يمنية.
في قائمة الضحايا بلغ عدد الأطفال (99) قتيلاً و(177) جريحاً، والنساء بعدد (43) قتيلة وجرح (49) أخرى، والمسنين بعدد (22) قتيل و(39) جريحاً، أما الرجال فقد بلغ عدد الضحايا منهم (182) قتيلاً و(229) جريحاً.
أما بالقصف الصاروخي والمدفعي والغارات الجوية فقد وثق فريق راصدي رايتس رادار سقوط عدد (784) قتيلا وجريحا من المدنيين، منهم (404) قتيلا و(380) جريحا موزعين على عدد (17) محافظة يمنية.
تتحمل جماعة الحوثي المسؤولية عن مقتل (113) مدنيا أثناء عملهم في مزارع أو لحظة رعيهم المواشي أو كانوا في طريقهم من وإلى المزارع والمراعي بينهم (16) طفلا و(12) امرأة و(24) مسنين وكذلك (126) جريحا بينهم (31) طفلا و(11) امرأة و(13) مسنا.
الغارات الجوية لطيران التحالف العربي بقيادة السعودية أسفرت هي الأخرى عن مقتل (222) مدنيا بينهم (70) طفلا و(30) امرأة و(24) مسن، وإصابة عدد (201) آخرين بينهم (66) طفلا و(23) امرأة و(32) مسن.
بينما أسفرت غارات الدرون الأمريكية عن مقتل (14) مدنياً بينهم (5) مسنين، وجرح (4) آخرين بينهم طفل ومسن.
أما من قتلوا بعمليات القنص وإطلاق الرصاص فقد جرى توثيق سقوط عدد (257) قتيلا بينهم (24) طفلا و(13) امرأة و(28) مسنا وعدد (198) جريحا بينهم (25) طفلا و(11) امرأة و(22) مسنا بالرصاص وسلاح القناصة.
أكثر الضحايا قتلوا في عدد (17) محافظة برصاص مقاتلي جماعة الحوثي، بعدد بلغ (244) قتيلاً و(176) جريحاً
وطبقا للمعلومات الموثقة فإن جميع هؤلاء الضحايا استهدفوا أثناء عملهم في المزارع أو رعيهم للمواشي أو كانوا في طريقهم من وإلى المزارع والمراعي.
التقرير خلص في توصياته لدعوة جماعة الحوثي للتوقف الفوري عن استهداف المدنيين عموماً والأطفال خصوصاً بمختلف الوسائل وعدم استهداف الأحياء المأهولة وأماكن التجمعات ومراعي ومزارع المواطنين والطرق والشوارع الرئيسية والفرعي، وبضرورة التوقف فورًا عن زرع الألغام بمختلف أنواعها وتسليم خرائط الألغام والكشف عنها للجهات المختصة محلياً ودولياً.
أما التحالف العربي بقيادة السعودية فهو مدعو للالتزام باجراء تحقيقات جادة وشفافة في كل الغارات التي أودت بحياة مدنيين ومحاسبة المتسببين فيها، والعمل على جبر ضرر جميع الضحايا.
ودعا التقرير الحكومة المعترف بها دولياً القيام بتوفير وسائل الحماية الممكنة للمدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب بكل الوسائل الممكنة، والعمل على توفير آليات مناسبة للمعاقين تحديدًا ليتمكنوا من الاستمرار في حياتهم وبناء مستقبلهم بثقة وقدرة وتفاؤل.
إضافة لطلب الدعم الدولي من الجهات والهيئات الأممية والجهات المانحة الدولية والإقليمية ودعوتها إلى مضاعفة جهودها وأنشطتها المعنية بنزع الألغام والتي تشكل تهديدًا مميتًا لحياة السكان المدنيين وعائقا أمام ممارسة حياتهم الطبيعية.
التقرير أيضاً دعا حكومة الولايات المتحدة الامريكية لإيقاف الهجمات الجوية بالطائرات المسيرة في جميع انحاء الجمهورية اليمنية.
وطالب الأمم المتحدة ووكالاتها العاملة في اليمن بموقف صريح وحازم إزاء كل الأعمال العدائية التي ترتكبها كل الأطراف وتسفر عن سقوط ضحايا.
كما طالبها باستخدام الصلاحيات المخولة لها قانونا لإلزام جماعة الحوثي بوقف هجماتها العسكرية ضد المناطق المأهولة وممتلكات المواطنين وفرض اجراءات العقوبات الرادعة لها حال عدم الاستجابة لذلك.
وأكد على ضرورة مساعدة اليمن في التخلص من الألغام ومخلفات الحرب، وبالضغط على أطراف النزاع في اليمن من أجل عدم استخدام الألغام والعبوات الناسفة بطريقة تهدد أو قد تشكل تهديدًا لحياة المدنيين.
وأفرد التقرير توصيات خاصة لمجلس الأمن دعاه فيها بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لحماية المدنيين، واتخاذ كافة الإجراءات التي كفلتها المواثيق الدولية ومن شأنها توفير الحماية الحقيقة للضحايا والحد من ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق المدنيين أينما كانوا.
وطالب أيضاً بدعوة الدول دائمة العضوية وكافة الأعضاء بتكثيف الجهود واتخاذ التدابير الفورية والصارمة لمكافحة تهريب الأسلحة إلى جماعة الحوثي عبر الطرق البرية والبحرية، ومعاقبة كل من يساهم ويشارك بهذه الأفعال أفرادا أو جماعات أو دول.
أما المنظمات المحلية والدولية العاملة فقد دعاها التقرير لتكثيف جهودها في رصد وتوثيق الانتهاكات التي تستهدف حياة المدنيين وتهدد أمنهم وسلامتهم وكشفها للرأي العام العالمي.
إضافة لتقديم الرعاية الكافية والملائمة للضحايا المعاقين والعمل على تطهير المناطق السكنية من الألغام ومخلفات الحرب.
المتحدث الاعلامي
السيد وديع عطا
00905346309802
رابط التقرير
https://www.rightsradar.org/ar/report_details.php?id=43
التعليقات 0
شارك برأيك