اليمن: رايتس رادار تكشف أن حملات الحوثيين لاعتقال المدنيين في إب تطال أكثر من 480 شخصاً منهم 7 نساء و51 طفلاً خلال سنتين ونصف لاهاي - 6 /08/ 2025 تدين منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان ومقرها لاهاي/هولندا حملات الاعتقالات والمداهمات الأمنية التي تنفذها جماعة الحوثي المسلحة في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرتها، خصوصاً محافظة إب التي اصبحت أكثر تضرراً من هذه الحملات. ووفقاً لراصدي رايتس رادار في محافظة إب فإن جماعة الحوثي قامت باختطاف أكثر من 480 شخصاً في نحو 7 حملات مسلحة استهدفت عشرات القرى والمناطق والأحياء السكنية في عموم محافظة إب، إضافة لدوريات الملاحقات الروتينية ضد من يصنّفهم الحوثيون بالمعارضين لهم في كل مكان يقع تحت سيطرتهم. وبحسب ما تم رصده وتوثيقه فإن حملات الملاحقة والاختطاف الحوثية خلال الأعوام 2023 و 2024 و2025 طالت أكثر من 480 مدنيا، منهم 7 نساء و51 طفل، يتوزعون على فئات المعلمين وطلاب الجامعات والناشطين الاعلاميين والسياسيين، بل وشملت حتى ناشطين في المجال المجتمعي والإنساني. وكانت ذروة هذه الحملات القمعية في أيلول/سبتمبر 2023 باختطاف 95 شخصاً منهم 11 طفلاً و6 نساء، ثم في أيلول/سبتمبر 2024 باختطاف 250 شخصاً منهم 24 طفلاً. وترافق حملات الاختطاف والاعتقال انتهاكات أخرى، أبرزها اقتحام الممتلكات الخاصة كالبيوت والمحال التجارية ومقار العمل، يليها الاعتداءات الجسدية واللفظية وما يترتب على ذلك من أضرار جسيمة وترويع نفسي، وقد يصل الأمر إلى حد الاخفاء القسري. وتشير المعلومات الموثقة إلى أن الحملات الأمنية الحوثية شملت أغلب مناطق وقرىً محافظة إب وكانت أكثر تركيزاً في المناطق المحيطة بمركز المحافظة وضواحيها الريفية. وتصدّرت قائمة حملات الاعتقالات الحوثية جغرافياً، على مستوى محافظة إب فقط، منطقة المشنّة التي تعرضت لنحو 64 حالة، تليها منطقة ذي السُّفَال بعدد 45 حالة وثالثاً منطقة ضواحي مدينة إب بعدد 35 حالة، ثم رابعاً منطقة الظهار بعدد 30 حالة وخامساً منطقة حزم العدين بعدد 24 حالة، ثم سادساً مدينة إب، مركز المحافظة، بعدد 23 حالة، وجاءت في المرتبة السابعة منطقة السَّدَّة بعدد 21 حالة، تليها كلٌ من منطقتي العُدَين ومُذَيْخِرَة بعدد 16 حالة في كل منهما، تليهما منطقتا الشَّعِر والسَّبرْة بعدد 15 حالة في كلٍ منهما، ثم عاشراً منطقة السَّيَّانِي بعدد 12 حالة، وتوزعت بقية الأرقام المرصودة على بقية مناطق محافظة إب. وبطبيعة الحال، المدنيون في محافظة إب، وهي ثالث أكبر المحافظات اليمنية من حيث عدد السكان، يعانون من سياسة القمع الحوثي، بل إن أغلب سكان محافظة إب يعتبرون أنفسهم رهائن لدى جماعة الحوثي، وكل منهم يشعر بأنه معرّض للانتهاك في أي لحظة، خاصة في حال أظهر رفضه لسلوكياتهم ولسياساتهم الطائفية أو لم يستجب لحملاتهم القمعية. وأبرز الأمثلة على ضراوة الحملات الحوثية في محافظة إب، حملة الاعتقالات التي نفذها الحوثيون ضد المدنيين في أيلول/سبتمبر 2023 والتي شملت حينها مناطق السَّدّة والظّهار والمَشنَّة ويَرِيم، إضافة لمركز المحافظة، مدينة إب، حيث تم اختطاف واعتقال أكثر من 95 شخصاً خلال أربعة أيام فقط (من 26 إلى 30 ايلول/سبتمبر). استهدف خلالها المشاركين في احتفالات عيد قيام الثورة اليمنية (26 سبتمبر). وشملت هذه الحملات طلاباً ومعلمين وناشطين إعلاميين وسياسيين وتعرض بعضهم للتنكيل والتعذيب والإخفاء القسري. والأمر نفسه تكرر أيضاً في حملةٍ مشابهة نفذها الحوثيون في 19 آيار/مايو 2025 واستمرت حتى 10 تموز/تموز الماضي وذلك على خلفية احتفال المواطنين اليمنيين بعيد الوحدة اليمنية. وأسفرت هذه الحملات عن اختطاف واحتجاز 48 مدنياً، معظمهم أكاديميون ومن ذوي المؤهلات العلمية العليا من مختلف التخصصات، إضافة الى شخصيات اجتماعية وتربوية ومعلمين وطلبة وموظفين. النموذج الآخر يتمثل في حملة نفّذها الحوثيون في منطقة العُدَين، مطلع حزيران/يونيو 2025 استهدفت معلّمين وناشطين في المجال الإنساني والمجتمعي، وتم اقتيادهم حينها إلى سجون رسمية وأخرى سرية ومارس الحوثيون التنكيل الجسدي والمعنوي ضد بعضهم، ومنعوا من الزيارات، فيما تعرض بعضهم الآخر للابتزاز المالي مقابل الإفراج عنهم أو حتى للتواصل مع أهلهم وذويهم. وبحسب ما تم توثيقه، قام المسلحون الحوثيون بمداهمات ليلية لعدد من البيوت واعتدوا على بعض السكان وتسبّبوا بحالة من الهلع الشديد في اوساط النساء والأطفال، ولا زالت حملات الملاحقة الحوثية للمناهضين لها مستمرة. وأفادت المصادر عن شن جماعة الحوثي مؤخرا حملة اعتقالات جديدة طالت عدداً من الناشطين والمعلمين والأكاديميين والمحامين وموظفي القطاع المصرفي والشخصيات المجتمعية المؤثرة في محافظة إب، وذلك في سياق الملاحقات القمعية والترهيبية لسكان محافظة إب. وأوضحت مصادر رايتس رادار أن مسلحي جماعة الحوثي اقتحموا في 21 تموز/يوليو الماضي جامعة العلوم والتكنولوجيا فرع محافظة إب، واعتقلوا مدير شؤون الموظفين فيها حمود المقبلي. وجاء ذلك بالتزامن مع اقتحام فرع بنك سبأ بمدينة إب، واعتقال الموظف نشوان الحاج، بالإضافة إلى اعتقال آخرين كالمحامي فضل العمامي والمدرّس عبدالواحد قاسم، والدكتور محمد الشارح. واستهدفت حملات الحوثيين الأخيرة الفئات الأكثر تعليماً وتأثيرا في المجتمع وفي مقدمتهم المعلّمين والأكاديميين، آخرها اقتحام مسلحين حوثيين وبرفقتهم مسلحات من القوة النسائية الحوثية (الزينبيات) منزل الدكتور عبدالحميد المصباحي في مدينة إب، بعد تحطيم أبوابه، ثم عبثوا بمحتويات المنزل وصادروا كل ما لدى أفراد الأسرة من هواتف وأجهزة كمبيوتر محمولة وغيرها، وتسببوا بحالة رعب وهلع للنساء والأطفال. كما تم اقتحام منزل الأكاديمي المعتقَل لدى الحوثيين منذ شهور الدكتور محمد هادي الفلاحي بمدينة إب، واختطاف نجله، واحتجازه في سجن الأمن السياسي التابع للحوثيين إلى جوار والده. وجرى أيضاً اعتقال باحث الدكتوراة بجامعة إب محمد نعمان الخولاني، مدير مركز الإقراء في الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم بمحافظة إب وإيداعه المعتقل الحوثي، ليلحق بزميله الدكتور محمد قائد عقلان، مدير دار القرآن الكريم بمنطقة اليهاري بمحافظة إب. وإذ تعبّر رايتس رادار عن إدانتها لهذه الحملات القمعية فإنها تحذّر جماعة الحوثي من مآلات هذه الانتهاكات، خصوصاً وأن كافة المواثيق والمعاهدات الحقوقية تحفظ حق الضحايا في ملاحقة ومقاضاة كل المتورطين في ارتكاب الانتهاكات والاعتداءات وذلك حق إنساني وقانوني لا يسقط بالتقادم. واستنكرت كافة أعمال القمع وتقييد الحريات التي يتعرض لها المدنيون، خصوصاً أولئك العاجزون عن حماية أنفسهم قانونياً. وطالبت رايتس رادار جماعة الحوثي بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة المعتقلين والمحتجزين لديها خلال هذه الحملات القمعية وغيرها، كما دعتها الى إيقاف الملاحقات غير القانونية للمدنيين، وأعلنت رفضها لأي تبرير للانتهاكات التي تتنافى مع المواثيق الوطنية والدولية التي تكفل حقوق الإنسان. وحمّلت قيادات جماعة الحوثي على كافة المستويات المسؤولية الكاملة جنائياً وقانونياً عن أية أضرار جسدية ومعنوية يتعرض لها المعتقلون والمحتجزون في سجونها سواء في محافظة إب أو في غيرها. ودعت مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ إلى اتخاذ إجراءات من شأنها حماية المعتقلين لدى جماعة الحوثي وضمان عدم استمراريتها في ارتكاب أية انتهاكات ضد المدنيين.
05
اغسطس
2025
التعليقات 0
شارك برأيك