رايتس رادار لحقوق الإنسان تدين حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة
أمستردام – 21/10/2023
دانت منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان ومقرها أمستردام/ هولندا بشدة المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل قرابة 500 مدني وجرح مئات آخرين بينهم نساء وأطفال في مذبحة هي الأكثر دموية منذ عقود، كما أدانت استهداف كنيسة بوفيليوس التي تبعد بضعة الأمتار فقط عن موقع المستشفى المعمداني -وهي إحدى أقدم الكنائس في العالم- ما أسفر عن قتل وجرح العشرات من المدنيين الذين لجأوا إليها.
ودعت المجتمع الدولي الى التحرك العاجل لإيقاف حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم. كما استنكرت في ذات الوقت الصمت الدولي إزاء ما ترتكبه القوات الإسرائيلية من جرائم ضد الإنسانية والانتهاك الصارخ لقواعد الحرب والقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الانسان في قصفها المستمر على سكان قطاع غزة، والتي أودت منذ السابع من الشهري الجاري حتى اليوم بحياة أكثر 3780 مدنياً، بينهم أكثر من 1520طفلاً، وأكثر من 1000 امرأة، و120 مسن، وإصابة أكثر من 12300 مدني، بينهم أكثر من 3980 طفلاً، حيث ذكرت مصادر طبية في غزة ان 70% من القتلى والمصابين جراء القصف الإسرائيلي على القطاع هم من النساء والأطفال.
وتؤكد الأحداث الراهنة أن سكان قطاع غزة يتعرضون فعلياً لحرب إبادة ممنهجة، إذ تشير المعلومات الموثّقة أن أكثر من 110 أسرة أبيدت بالكامل ولم تعد موجودة على سجلات الأحوال المدنية، وتكشف الصور المتداولة عن آثار القصف عن تدمير كلي لمربعات وأحياء سكنية بأكملها.
وتستنكر "رايتس رادار" توجيه القوات الاسرائيلية إنذارات مباشرة لنحو 23 مستشفى بالإخلاء، استهدفت بعضها مباشرة أو قصفت محيطها بشكل مقصود، فضلاً عن تأثير هذا القصف المكثف على تدفق العقاقير الطبية لقطاع غزة، حيث يعاني من النقص الحاد في الأدية والمستلزمات الطبية، بالاضافة الى خروج 4 مستشفيات و11 مركزاً للرعاية الصحية الأولية عن الخدمة بسبب الحصار والقصف ما يهدد بخروج القطاع الصحي عن الخدمة في قطاع غزة، وما يمثله ذلك من خطر حقيقي على حياة آلاف الجرحى والمرضى وفي مقدمتهم ذوو الأمراض الخطيرة والمزمنة.
واستغربت "رايتس رادار" تجاوز المجتمع الدولي بكل هيئاته وفي مقدمته مجلس الأمن مسألة الحصار الكلي الخانق الذي تفرضه حكومة تل أبيب على سكان قطاع غزة، منذ إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي قطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء كلياً عن القطاع، بل نزعه عنهم صفة الإنسانية حين وصفهم بالحيوانات البشرية.
إن مجريات القصف الإسرائيلي اليومي على قطاع غزة ينتهك جملة من القوانين والتشريعات الإنسانية الدولية وقواعد الاشتباك، ومنها المادة 25 من اتفاقية لاهاي والتي تحظر مهاجمة أو قصف المدن والقرى والأماكن السكنية أو المباني المجردة من وسائل الدفاع أياً كانت الوسيلة المستعملة. وكذا النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الذي يعتبر "تعمد الهجمات ضد السكان المدنيين أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية جريمة حرب"، بالاضافة الى "البروتوكول الإضافي الأول" من اتفاقية جنيف الرابعة الذي ينص على السماح بمرور شحنات الإغاثة الإنسانية وحمايتها وتيسير مرورها. وكذا مضمون "البروتوكول الإضافي الثاني" من نفس الاتفاقية والذي يحظر إصدار أوامر بالنزوح القسري للسكان المدنيين لأسباب تتعلق بالنزاع، وهو ما يراد فرضه على سكان القطاع من خلال الضغوط الأمريكية الإسرائيلية، والتلويح من حين لآخر باستهداف المستشفيات ومدارس الأونروا كنوع من الضغط والترهيب، وقد بدأوا في تنفيذه عملياً بمجزرة المستشفى المعمداني.
وطالبت "رايتس رادار" المجتمع الدولي وأصحاب الضمائر الحية في العالم بالعمل على اتخاذ من مجزرة المستشفى الأهلي العربي المعمداني وحالة الحصار المفروض على قطاع غزة "نقطة تحول في الموقف الدولي، وأن تكون دافعاً حقيقياً لموقف إنساني جاد يحد من نزيف الدم في غزة وينهي مأساة نحو مليوني إنسان، وهو اختبار فعلي لإنسانية الدول التي تدعي الانحياز للانسانية وحماية حقوق الإنسان".
*********
التعليقات 0
شارك برأيك